في إحدى ضواحي العاصمة الزامبية لوساكا، يشد اهتمام المارّة مبنى بجدران صفراء وسقف قرميدي أحمر، بني على طراز العمارة الصينية. هنا، تم تأسيس أول مركز لثقافة الشاولين في إفريقيا.
نشر الثقافة الصينية
انطلقت أشغال بناء مركز ثقافة الشاولين في العاصمة لوساكا في أكتوبر 2020، وانتهت في سبتمبر من العام التالي. ويمتد المركز على مساحة تزيد عن 20 ألف متر مربع، بمساحة بناء تقدّر بـ 4000 متر مربع.
وقال يان كون، المشرف على المركز: ” نهدف من خلال هذا المركز إلى نشر ثقافة كونغ فو الشاولين وتعريف السكان المحليين بالثقافة الصينية التقليدية.”
يحتوي المركز على 229 تمثالًا بوذيا، وهو العدد الأكبر من التماثيل البوذية في أفريقيا. ويعمل داخل المركز 4 معلّمين وأكثر من 30 راهبًا. بينهم معلّم من كوت ديفوار حصل على لقبه يانمينغ بعد التقييم ويتحدّث اللغة الصينية بطلاقة. وقال يانمينغ في مقابلة صحفية: “قبل مجيئي إلى هنا، درست في معبد شاولين في خنان بالصين لمدة 6 سنوات، وتعلمت فنون الدفاع عن النفس واللّغة الصينية وتعرفّت على ثقافة شاولين والثقافة الصينية التقليدية.”
ويقول المعلّم يان كون، إن المعلّمين لديهم جدول تدريب يومي مزدحم. حيث يبدؤون الصباح بالتدريبات الرياضية، ثم التدريب على ملاكمة الشاولين، وبعد ذلك يلتحقون بالفصول لتعلّم اللغة الصينية.
جسر صداقة بين الصين وأفريقيا
بعض الراهبين من الأيتام والعائلات الفقيرة، وبالإضافة إلى تعليمهم مهارات الملاكمة والثقافة الصينية، يوفر لهم مركز شاولين أيضًا الطعام والإقامة مجانًا. وقال المتدرب لوه هان البالغ من العمر 11 عامًا لمراسل غلوبال تايمز: “أحب هذا المكان، إنه بمثابة منزلي. ويمكنني هنا تعلم الثقافة الصينية والكونغ فو الصيني.” مضيفا: “لقد منحني الكونغ فو الصيني جسمًا قويًا وجعلني أكثر معرفة بالصين والثقافة الصينية.”
في يونيو من العام الماضي، نظم مركز الشاولين بلوكاسا أول مسابقة أفريقية للكونغ فو. شارك فيها حوالي 150 تلميذ شاولين من 22 دولة أفريقية، تنافسوا في فئات الملاكمة وأدوات القتال المختلفة. وحصل 29 متسابقاً من 13 دولة على الجائزة الأولى في فئات مختلفة، وتم منح 7 متسابقين لقب “نجم كونغ فو الشاولين في أفريقيا”. كما تم على هامش المسابقة، الإعلان عن تأسيس اتحاد الشاولين الأفريقي.