رغم كل ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني، إلا أنهم ما زالوا يحققون نجاحات على المستوى العالمي في مجالات مختلفة.
ومن ضمن هذه النماذج لاعب منتخب فلسطين لرياضة “المواي تاي”، أمير العملة، الذي حصل على الميدالية الذهبية في بطولة العالم المقامة بمدينة “باتراس” اليونانية، عن فئة وزن (63.5) كيلو غرامًا، بعد سلسلة انتصارات حققها ضد منافسين من بيلاروسيا، واليونان، وأستراليا، وروسيا.
وأثناء تتويجه بالميدالية الذهبية أمام “كاميرات” الإعلام، لم ينس أمير أن يذكّر العالم بقضية وطنه من خلال رفعه الكوفية الفلسطينية على منصة التتويج.
وعن شعوره بتحقيق هذا الإنجاز، عبّر العملة، في حديثه للجزيرة مباشر، عن سعادته، خاصة أنه حصل على هذه الميدالية الذهبية بعد 3 سنوات من المحاولات المستمرة للفوز بالبطولة.
وأضاف اللاعب “يوجد قانون يمنع ظهور أي أعلام أو رموز وطنية خلال التتويج، ولكني أصررت على رفع الكوفية الفلسطينية، لأنها تمثل رمزًا لفلسطين، وأهدي هذا الفوز لكل فلسطين، وبالأخص لغزة”.
وتابع “الميدالية الذهبية أظهرت إنجازًا فلسطينيًا أمام العالم رغم الظروف الصعبة، خاصة مع عزف النشيد الوطني لحظة التتويج”، مؤكدًا أن هذا الفوز له أهمية كبيرة في تعزيز صورة فلسطين وإبرازها على الساحة الدولية.
وبشأن ردود فعل الجمهور في لحظة التتويج، أوضح أمير، أن فرحة عائلته والأصدقاء كانت متوقعة، لكن ما أثار دهشته هو الدعم الذي تلقاه من أشخاص أوروبيين ومن بلدان مختلفة من المشاركين في البطولة الذين عبّروا عن فرحتهم وقدموا له التهاني بحرارة، مظهرين دعمهم الكبير له وللقضية الفلسطينية، وقال “الجميع كانوا يهتفون بصوت واحد (الحرية لفلسطين)”.
ووجّه رسالة للعالم أكد فيها أن فلسطين مليئة بالمواهب والناس الذين يحبون الحياة، خصوصًا في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن فلسطين تضم أشخاصًا ذوي قدرات جبارة يمكنهم تحقيق إنجازات لا نظير لها سواء في الوطن العربي أو على مستوى العالم.
كما تمنى خلال رسالته لأهل غزة أن يرزقهم الله الصبر والثبات في مواجهة الظروف الصعبة التي يعيشونها، وقال “الله يصبرهم ويثبتهم قدر الإمكان بعد كل ما يمرون به، لأن ما يمرون به هو بعيد كل البعد عن حتى مجرد التخيل”.
وفي الحديث عن تأثير حرب غزة في نفسية اللاعبين، قال مدرب منتخب فلسطين لرياضة “المواي تاي” أحمد أبو دخان “الحرب التي يعيشها أبناء شعبنا في غزة أثرت بشكل كبير على جميع اللاعبين نفسيًا، وهنا في الضفة الغربية نشعر بالعجز حول كيفية تقديم المساعدة لشعبنا في غزة”.
وأضاف “لقد حاولت دائمًا غرس هذا الإحساس بالمسؤولية الوطنية في جميع اللاعبين، ومن بينهم أمير العملة، وأكدت لهم أن من خلال رياضتهم يمكنهم إيصال الرسالة والصوت الفلسطيني للعالم”.
وأردف المدرب “عندما رفع أمير العملة العلم الفلسطيني أمام كل الأمم، كان ذلك في وقت ينتظر فيه الجميع فوز فلسطين، لأنهم يريدون رؤية العلم الفلسطيني مرفوعًا، وفي كل المقابلات الإعلامية التي أجريت معنا، كنا نؤكد أن هذا الفوز لم يكن مهدى لغزة فقط، بل كان بالفعل لأجل غزة”.
المصدر : الجزيرة مباشر