ثبت فريق من علماء النفس في جامعة موسكو الحكومية بالتعاون مع المركز الفدرالي للأبحاث النفسية ومتعددة التخصصات (ФНЦ ПМИ) أن ممارسة الرياضة تساهم بشكل فعّال في تنمية الذاكرة والانتباه لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Frontiers in Psychology العلمية المرموقة.
شملت الدراسة أكثر من 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات من مدن موسكو وقازان وسوتشي، ممن يمارسون كرة القدم أو الفنون القتالية بانتظام لمدة لا تقل عن ستة أشهر، دون الانخراط في أنشطة رياضية أخرى.
أظهرت النتائج أن كرة القدم تطوّر الذاكرة البصرية المكانية بشكل أفضل من الفنون القتالية، ويرجع ذلك إلى طبيعة اللعبة التي تتطلب من الطفل متابعة الكرة، والتنبؤ بحركتها، ومراقبة مواقع زملائه وخصومه في الوقت نفسه، مما يحفز الدماغ على معالجة وتخزين المعلومات المكانية بسرعة ودقة.
تبدأ تدريبات كرة القدم للأطفال منذ الحصة الأولى بأنشطة تفاعلية تشمل التمرير والمباريات المصغرة، مما يدمج الطفل في مواقف واقعية تتطلب انتباهاً بصرياً متواصلاً واستجابات سريعة.
أما في رياضات القتال، فإن التدريبات للأطفال في هذه المرحلة العمرية تكون في الغالب بلا تماس مباشر وتركّز على اللياقة البدنية العامة أكثر من المواقف التنافسية، ما يجعل تأثيرها على تطوير الذاكرة المكانية أقل وضوحا
وقالت إيلينا تشيتشينينا، الباحثة في كلية علم النفس بجامعة موسكو: “كرة القدم تحفّز الأطفال على التفكير المكاني السريع والتفاعل مع متغيرات متعددة في آنٍ واحد، مما يجعلها أداة فعّالة لتطوير القدرات الإدراكية”.
وفقا لإحصاءات وزارة التعليم الروسية لعام 2025، تعد كرة القدم والفنون القتالية أكثر الرياضات شعبية بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة، إذ يفضّلها 19% و23% من الأطفال على التوالي.
وتضيف ناتاليا رودنوفا، الباحثة في المركز الفدرالي للأبحاث النفسية: “جميع أنواع الأنشطة البدنية تعزز التطور العقلي للأطفال، إلا أن الألعاب التي تتطلب استجابة سريعة للمحفزات غير المتوقعة، مثل كرة القدم والفنون القتالية، توفر تدريبا إدراكيا أعمق”.
تشير هذه النتائج إلى أن ممارسة الأنشطة الرياضية التفاعلية، خاصة كرة القدم، يمكن أن تسهم في تحسين الانتباه والذاكرة البصرية لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مما يدعم دمج مثل هذه الأنشطة في برامج رياض الأطفال والتعليم المبكر.
































