عالم الفيروسات بمعهد بحوث الطب الحيوي يتوقع استخدام هذا المركب الصيني لعلاج البشر من إيبولا في غضون فترة من عامين إلى خمسة أعوام.نيويورك- قال فريق بحث أمريكي ألماني مشترك، إن عقارًا مستخلصًا من أعشاب طبية صينية تقليدية، أعطى نتائج مبشرة في وقف انتشار فيروس “إيبولا” القاتل، المنتشر فى منطقة غرب أفريقيا، وقد يصبح علاجًا للفيروس.
وفي الدراسة، التي نشرت دورية “ساينس” العلمية نتائجها، الجمعة، أوضح الباحثون، وهم من جامعة “فرايبورج” الألمانية ومعهد بحوث الطب الحيوي في مدينة “سان انطونيو” الأمريكية، أن المركب الصيني المعروف باسم “تتراندرين” (Tetrandrine)، ساعد في محاصرة فيروس إيبولا داخل الخلايا؛ ما حال دون أن يتسبب في الضرر المعروف عن هذا المرض القاتل.
وأضافوا أن المركب الصيني منع حدوث عدوى الفيروس لكرات الدم البشرية البيضاء في المعامل، كما أوقف نشاط فيروس إيبولا لدى فئران التجارب، دون أن يحدث أي آثار جانبية.
ويصيب فيروس “إيبولا” الخلية بالعدوى، بعد أن يقتحم أعماقها، ويدمر ما يسمى بـ”المتعضيات” بداخلها، واستطاع الباحثون تحديد القنوات التي تتحكم في حركة مكونات الخلية، مؤكدين أن مادة “تتراندرين” الصينية أغلقت هذه القنوات لتحبس الفيروس فعليًا حتى يعجز عن إصابة الخلية بالعدوى.
ويجري استخلاص مادة “تتراندرين” من جذور عشب طبي صيني يسمى “ستيفانيا تتراندرا” وهي مادة تسهم أيضا في خفض ضغط الدم.
وعن إمكانية استخدامه فى علاج البشر من إيبولا، قال الباحثون إن الأمر يستلزم إجراء مزيد من التجارب، بما في ذلك دراسات على القردة، قبل المراحل التجريبية السريرية على الإنسان.
من جانبه، علق الدكتور “روبرت ديفي” عالم الفيروسات بمعهد بحوث الطب الحيوي في “سان انطونيو”، على نتائج الدراسة قائلا: “نحن متحمسون جدًا لإحراز تقدم، واللحقاق بالسباق المحموم بين العلماء حول العالم، للبحث عن لقاحات فعالة فى علاج فيروس إيبولا”.
وتوقع ” ديفي” استخدام هذا المركب الصيني في علاج البشر من إيبولا في غضون فترة من عامين إلى خمسة أعوام.
فيما رأى الدكتور “نوربرت كلوجباور”، خبير العلوم الصيدلية والأحياء الدقيقة، بجامعة “فرايبورج” الألمانية، أحد المشاركين فى الدراسة، أن المركب الصيني “يعد أحد الأدوية الواعدة، التى يمكن استخدامها لوقف انتشار عدوى فيروس إيبولا القاتل فى المستقبل”.
ولا يوجد حتى الآن عقار معتمد يعالج فيروس إيبولا الذى أودى بحياة 9 آلاف و400 شخص في الدول الثلاث الأكثر تضررا في هذه المنطقة من القارة التفريقية (غينيا وسيراليون وليبيريا)، وفقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية.
المصدر : http://www.eremnews.com/?id=110861