على الرغم من أن لعبة “الأيكيدو” اليابانية ليست منتشرة في العالم العربي بعد، بالمقارنة مع لعبة الكاراتيه وغيرها من الألعاب القتالية، إلا أنها بدأت تشهد إقبالاً في فلسطين. وتعني كلمة أيكيدو، المؤلفة من ثلاثة مقاطع باليابانية، الانسجام أو التوافق، والطاقة، والطريقة.
في السياق، يشيرُ المدرّب محمد زيدان الذي يدرب الأطفال والشباب في مختلف المناطق الفلسطينية، إلى أن رياضة الأيكيدو تعدّ من الرياضات والفنون القتالية اليابانية التي عمل على تطويرها موريهيه أويشيبا، وأراد من خلالها غرس السلام في النفوس بدلاً من الحرب. ويقول لـ “العربي الجديد” إن “الأيكيدو تعدّ إحدى الرياضات التي تُدرّب الشباب على الدفاع عن النفس، وتختلف عن الأنواع الأخرى من فنون القتال اليابانية مثل الكاراتيه والجودو، كونها تركز على الدفاع عن النفس فقط، وليس فيها أيّ تحد وشخص منتصر وآخر مهزوم. وعادة ما يكون اللاعبون في غاية الهدوء والتركيز”.
ويصلُ لاعبو “الأيكيدو” إلى أعلى مستوى من النقاء الذهني، ويركزون على الاستفادة من نقاط الضعف لدى الطرف الآخر للتغلب عليه. ويتميز اللاعبون بسرعة رد الفعل واستخدام جميع حواسهم أثناء اللعب. ويشيرُ زيدان إلى أهمية هذه الرياضة بالنسبة للأطفال، وخصوصاً من الناحية النفسية، موضحاً أنها تُخفّف من وطأة العنف الأسري وتأثيره عليهم، وتجعلهم يعيشون حياة بعيدة عن العنف، عدا عن منحهم شعوراً بالأمان والاطمئنان.
من جهته، يشير أستاذ علم النفس أيمن زغلول إلى أن “هذه الرياضة تساهم في إبعاد الأطفال عن ثقافة الهجوم والاعتداء على الآخرين، وترسخ قيم الدفاع عن النفس لديهم، وعدم السكوت عن أي اعتداء قد يتعرضون له”. ويؤكد أن هذه الرياضة تساهم في تفريغ الضغوط النفسية لدى الأطفال والشباب بطريقة بعيدة عن العنف الذي يحدثُ كثيراً في المجتمعات، علماً أن عددا كبيرا من الأطفال يعانون من الكبت في منازلهم”.
ويؤكد زيدان أن هذه الرياضة تساهم أيضاً في زيادة الطاقة واللياقة البدنية العالية لدى ممارسيها، وترسيخ مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”، لافتاً إلى أن “الأيكيدو تُناسب كافة الأعمار وكلا الجنسين لأنها رياضة تعلم الدفاع عن النفس”، لافتاً إلى أنه بدأ التدريب في فلسطين قبل نحو 14 عاماً.
يصف زيدان الإقبال على هذه الرياضة في الأراضي الفلسطينية بـ “الجيد”، لافتاً إلى زيادته في الآونة الأخيرة، باعتبار أن مستقبلها أفضل من رياضة الكاراتيه التي كانت تشهد إقبالاً كبيراً في السابق. يضيف أن “هناك طلباً متزايداً على مدربي هذه الرياضة في الوقت الحالي، علماً أن قلة فقط يتقنون هذه الرياضة”. ويشير إلى أن أشهر مدربي هذه الرياضة من غير اليابانيين هو الممثل الأميركي المعروف ستيفن سيغال.
يتابع زيدان أنه على الرغم من أن التركيز على تدريب الأيكيدو كان في مدينة رام الله فقط، إلا أن هناك توجها الآن للتركيز على المخيمات الفلسطينية المنتشرة في كافة أرجاء الوطن لتدريب أبنائها على هذه الرياضة، وقد “بدأنا التدريب في مخيمي شعفاط وبلاطة، ونستعد لتنظيم زيارات في العديد من المدن وإجراء عروض فيها”.
ويعزو التركيز على المخيمات إلى أنها تعاني من ضغوط ومشاكل اجتماعية أكثر من بقية المدن والقرى الفلسطينية. وبالتالي، تعدّ الأيكيدو من الرياضات المهمة للمخيمات التي يتعرض أبناؤها لكثير من المشاكل.
يضيف أنه “من خلال تدريبي في المخيمات، لاحظت أن التلاميذ الذين يشاركون بانتظام في هذه التدريبات باتوا أقل توتراً”. ويؤكد أن “هذه الرياضة، نظراً لأهميتها، تلقى اهتماماً رسمياً من خلال اللجنة الأولمبية، بالإضافة إلى اتحاد الأيكيدو، وهناك أيضاً نادٍ للعبة في رام الله. ونعد دراسة لإنشاء نواد في مختلف المحافظات الفلسطينية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في المخيمات بدأ العمل بها حديثاً”.
من جهته، يشير أمين خالد (21 عاماً) إلى أنه يرغب في احتراف هذه الرياضة “كونها تمنح صاحبها الثقة في النفس، حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه في حال تعرض لاعتداء”، مشيراً إلى أنه كان قد تدرّب سابقاً على الكاراتيه، لكنه لم يستطع إكمال التدرب بسبب الكلفة المادية الباهظة، بالإضافة إلى عدم قدرته على التدرب.
تجدر الإشارة إلى أن لباس الأيكيدو الذي يطلق عليه اسم “دوغي” أبيض اللون، وعادة ما يضع المتدرب حزاماً أيضاً.
– See more at: http://www.alaraby.co.uk/society/2015/6/6/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%AF%D9%88-%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81#sthash.0fQmf7GC.dpuf