يعتقد الكثير من المصابين بأمراض المفاصل أن متاعبهم تمنعهم عن ممارسة الرياضة، كي لا تتفاقم الآلام. فما مدى صحة هذا الاعتقاد الشائع؟
وللإجابة على هذا السؤال، قال البروفيسور الألماني سفين أوسترماير إنه بشكل عام يمكن للأشخاص المصابين بأمراض المفاصل ممارسة الرياضة، بشرط ممارسة الأنواع الصديقة للمفاصل، والابتعاد عن الأنواع ذات الحركات العنيفة والمفاجئة.
السباحة رياضة مثالية
وأضاف اختصاصي طب العظام أن مرضى التهاب المفاصل التنكسي المعروف أيضاً “بالفُصال العظمي” وغيره من تلفيات المفاصل يمكنهم ممارسة الرياضات، التي تحتوي على حركات أقل إجهادا للمفاصل، مشيراً إلى أن السباحة تعد مثالية لهؤلاء المرضى وكذلك للأشخاص، الذين يعانون من زيادة الوزن؛ نظرا لأن السباحة تقلل من وزن الجسم، مما يسهم في تخفيف الحِمل الواقع على المفاصل.
ومن جانبها، قالت اختصاصي العلاج الطبيعي الألمانية ميلاني كريج إنه يمكن لمرضى المفاصل الحفاظ على لياقتهم البدنية من دون إيذاء مفاصلهم من خلال ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية أو تمارين اللياقة البدنية أو التمارين باستخدام الشريط المرن.
تقوية الأنسجة المحيطة
وأضافت كريج أنه لا يمكن تدريب المفاصل نفسها، ولكن تقوية الأنسجة المحيطة بها تعود عليها بالفائدة، لافتة إلى إمكانية التدريب على الأجهزة في صالة اللياقة البدنية، ولكن تحت إشراف مدرب أو اختصاصي علاج طبيعي. فبذلك يتم التدريب على نماذج الحركة الشائعة خلال الحياة اليومية بشكل سليم، مثل رفع الأغراض وحَمل الحمولات وثني الركبة.
وبدوره أشار البروفيسور الألماني دانيال كابتاين إلى أن المشي أفضل من الركض بالنسبة لمرضى المفاصل، مؤكداً على أهمية اختيار الأرضية المناسبة، حيث من الأفضل المشي على أرضية مسطحة ومستوية لا تحتوي على الكثير من العوائق.
وبشكل عام ينصح الخبراء الألمان مرضى المفاصل باستشارة الطبيب المعالج قبل البدء في ممارسة الرياضة، مع مراعاة ممارستها باعتدال من دون عنف أو مبالغة، كما ينبغي الإصغاء لإشارات الجسم والتوقف عن الممارسة عند الشعور بآلام.