تزخر حياة رئيس لجنة الحكام في اتحاد الإمارات للجوجيتسو، أليكساندر ناسيمينتو، 39 عاماً، بالعديد من الأدوار التي رسمت ملامح حياته، حيث اشتُهر كحكم بارز ومدرب شغوف في رياضة الجوجيتسو، وعاشق لركوب الدراجات النارية، ومقاتل سابق في الفنون القتالية المختلطة وطيار مُدرّب، ومؤثر بارز على مواقع التواصل الاجتماعي.
يعلق ناسيمينتو: “لم تكن خياراتي وأسلوبي في الحياة معتادة وطبيعية، أنا جدّي للغاية في عملي كحكم ومدرّب، وأعتبر الجوجيتسو من الرياضات الأحبّ على قلبي”.
ولد ناسيمينتو في عائلة متواضعة بمدينة صغيرة جنوب البرازيل.
وتعرّف على رياضة الجوجيتسو في وقت متأخّر نسبياً عندما كان في 18 من عمره، ثم انتقل إلى مدينة بورتو أليغري.
قال ناسيمينتو: “كنت أعيش في منطقة ريفية بعيداً عن وجهات ممارسة الجوجيتسو في ريو دي جانيرو، والولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن عائلتي ميسورة، ولم أمتلك المال الكافي للسفر، ولكن ذلك لم يمنعني من التدرب والمنافسة”.
وبالرغم من تواضعها، إلا أن بدايات ناسيمينتو لم تمنعه عن نقل كل ما تعلّمه على بساط النزال إلى المجتمع من حوله.
وأضاف: “نجحت بنقل معرفتي بالجوجيتسو إلى الناس حولي، نظراً لحياتي في مكان قلّ فيه عدد محترفي الجوجيتسو البارزين، وهو ما فتح عيناي حقاً على هذه الرياضة، وكل ما تقدمه من احتمالات”.
وبعد إصابته الخطيرة في الركبة، ونظراً لاهتمامه الشديد بالرياضة، اضطر ناسيمينتو إلى التخلي عن حلمه كبطل منافس، وتوجّه نحو التحكيم ليحافظ على صلته بالرياضة التي يعشقها.
وقال في هذا الصدد: “لم تقف إصاباتي المتكررة عائقاً أمام رغبتي بالمشاركة في هذه الرياضة، لطالما كنت من الطلاب الرياضيين، ودرّبت الأطفال في مسقط رأسي، مما جعلني أكثر خبرة بتفاصيل قوانين اللعبة وأهميتها، وبفضل معرفتي العملية وفهمي الكبير لقوانين اللعبة على البساط، حصلت على ميزة كبيرة للتحوّل إلى حكم جيّد جداً، ومدرّب يساعد في تطوير مهارات لاعبي الجوجيتسو”.
وفي رحلته نحو الاحتراف الحقيقي في تدريب رياضة الجوجيتسو، وبعد دراسة عدد من الخيارات، بدا جليا أمامه أن أبوظبي ودولة الإمارات يشكلان الملاذ الآمن والمستقبل المشرق لجميع عشاق الجوجيتسو، وأولئك الذين يملكون أحلاماً كبيرة لتحقيقها في ظل صعود نجم العاصمة الإماراتية كموطن عالمي للجوجيتسو.
وصل ناسيمينتو إلى دولة الإمارات عام 2012 كمدرّب جوجيتسو، وما لبث أن اجتمع بالصدفة مع الرئيس السابق للحكام في اتحاد الإمارات للجوجيتسو أليكس باز، وهو ما شجعه للاهتمام أكثر بالتحكيم.
وقال: “بدأت أبوظبي في تلك الفترة بالظهور كواحدة من أكثر وجهات الجوجيتسو تميزاً، وبعد أسبوعين من وصولي، شهدت انطلاقة إحدى البطولات الكبرى، حيث التقيت برئيس الحكام، وقدّمت له أوراق اعتمادي وخبرتي في مجال التحكيم، وطلب مني مباشرة العمل”.
ويؤكد ناسيمينتو أن اختيار دولة الإمارات كان حكيماً وموفقاً جداً، وهذا القرار شكّل نقطة تحول في مسيرتي في ظل الفرص التي توفرها الدولة أمام الطموحين والموهوبين الذين يملكون رؤية واضحة حول أهدافهم في الحياة.
ويشيد ناسيمينتو بدور اتحاد الإمارات للجوجيتسو في ترسيخ هذه الرياضة في المجتمع، والمساهمة في تعزيز موقع الإمارات كرائد إقليمي وعالمي على صعيد رياضة الجوجيتسو.
ويوضح ناسيمينتو رؤيته حول دور الاتحاد في تطوير اللعبة بالقول: “بعد مكوثي في دولة الإمارات لفترة منذ الزمان، تبين لي مدى وضوح رؤية الاتحاد وكفاءة خططه الرامية إلى جعل الإمارات محطة أساسية لجميع عشاق الجوجيتسو مستفيدا من دعم منقطع النظير تقدمه قيادة الدولة، وما تتمتع به الإمارات من مقومات وحوافز وفرص نجاح ومكانة إقليمية ودولية”.
وأوضح: “اتحاد الإمارات للجوجيتسو لم يترك صغيرة ولا كبيرة تتصل بنمو هذه الرياضة إلا وأدرجها ضمن أجندته وخططه، وهو ما عجّل من وتيرة تحقيق الإنجازات الفردية والجماعية على صعيد المنتخبات الوطنية والأندية. كما حرص الاتحاد على تحقيق الريادة والتفوق في جميع الجوانب التنظيمية والتشغيلية المحيطة برياضة الجوجيتسو، والتي لا تقتصر على التحكيم، واستقدام أفضل الأجهزة الفنية، والتدريبية، والطبية، بل تمتد لتغطي مجالات رئيسية أخرى كروعة تنظيم الأحداث والبطولات العالمية والمساهمة في صنع القرارات الحاسمة المتعلقة بمستقبل الرياضة على مستوى العالم”.
ويتحلّى ناسيمينتو بالهدوء الذي يعتبر صفة هامة لأي حكم، وقال: “بطولاتنا كبيرة ومشوقة، ولاعبونا مندفعون لتحقيق الانتصارات والمكاسب. وتعتبر القرارات غير المتحيّزة للحكم وقراءته للمجريات على حلبة القتال عوامل رئيسية وهامة في أي نزال، ولا يسمح للحكم الجيّد بالاستسلام لضغوطات البساط والجمهور، وتشهد رياضتنا وتيرة تطور متسارعة، وينبغي على الحكم مشاهدة أكبر عدد ممكن من مباريات الجوجيتسو. ومن المهم جداً ملاحظة تطور اللاعبين، وكيفية تغيّر ردود أفعالهم، وعليك دوماً مواكبة القواعد.
وفي النهاية، فإن الميزة الأهم لأي حكم هي مصداقيته التي يكتسبها عبر اتخاذ القرارات العادلة على مدار فترة طويلة من مسيرته، ويعجز أي حكم عديم المصداقية عن الاستمرار طويلاً في هذه الرياضة”.
المصدر : https://24.ae/article/578181/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D9%88