بعدما أمتع العالم لسنوات طويلة في الماضي من خلال لكماته الساحقة وعروضه الرائعة والتاريخية على حلبة الملاكمة، وجد الملاكم الأمريكي السابق جورج فورمان وسيلة أخرى لإمتاع جماهيره ومحبيه.
سنوات طويلة ظلت فيها لكمات فورمان هي مصدر الإمتاع للملايين من عشاق الرياضة في جميع أنحاء العالم ولكن مصدر إمتاعه وإثارته هذه المرة كانت ملامح وجهه وخفة ظله التي لا تتفق على الإطلاق مع طبيعة الرياضة التي كانت طريقه إلى عالم الشهرة.
دقائق قليلة كانت كفيلة بأن يخطف فورمان الأنظار من الجميع في منتدى الدوحة الرياضي الدولي (دوحة غولز) خاصة بعدما اعترف بأن الحاجة للمال كانت السبب الرئيسي وراء عودته إلى ممارسة الملاكمة في 1987 بعد سنوات من اعتزاله اللعب.
وأشار فورمان إلى أنه نشأ في عائلة فقيرة للغاية، وأنه لم يكن يجد حتى الخبز ليأكله خلال فترة الطفولة وأن هذا الفقر كان سببا رئيسيا في اتجاهه إلى عالم الملاكمة بعد هذا كوسيلة للخروج من دوامة الفقر، مؤكدا أنه لولا الملاكمة لم يكن ليصبح أي شيء. وأضاف أنه مارس بعض الأعمال الأخرى في فترات مختلفة من حياته ولكن الملاكمة ظلت هي الأبرز في حياته.
ومن خلال لهجة تتسم بالمرح ولا تخلو من الدعابات، أكد فورمان (65 عاما) أنه لا يسعد لقتل أي شخص وأن هناك ملاكمين قد تكون لكماتهم أقوى من لكماته ولكن المهم أنه كان يجيد توجيه اللكمات المستقيمة إلى منافسيه ليسقطهم على الحلبة.
وعلى مدار مسيرته الرياضية بما فيها الفترة التي قضاها بعد التراجع عن الاعتزال في 1987، خاض فورمان 81 مباراة فاز في 76 منها، وكان من بينها 68 انتصارا بالضربة القاضية وخسر خمس مباريات فقط. واستعاد فورمان ذكريات مباراتيه الشهيرتين أمام جو فريزر في 22 كانون الثاني/ يناير 1973 وأمام محمد علي كلاي في 28 كانون الثاني/ يناير في كينشاسا عاصمة زائير.
ووصف فورمان المباراة الأولى بأنها كانت السبب الرئيسي في هذه الشهرة الطاغية التي نالها، حيث كان فريزر هو المرشح الأقوى للفوز ولكنه فاز على حساب فريزر بعدما أسقطه ست مرات في جولتين.
وأشار فورمان للمباراة الثانية واعترف بأنه أخطأ لأنه خاضها بنفس الثقة التي تحلى بها في جميع مبارياته وكان يجب أن يواجه كلاي بشيء من الخوف والقلق، لكنه حتى لم يحاول قبلها مشاهدة بعض الشرائط لمباريات كلاي مما ساهم في هزيمته أمام كلاي.
وقال فورمان إنه كان متميزا في اللكمات ولا يستطيع منافسه أن يصمد بعد أي لكمة مستقيمة منه ولكن المنافس كان أفضل في المراوغة.
وأكد فورمان أن الجميع انتظر أن يحسم المباراة بعد عدد قليل من الجولات وبالضربة القاضية ولكن كلاي أجاد في هذه المباراة بالصمود حتى تحقق له الفوز الذي أراده بينما «كنت أعتقد أنني من سيحقق الفوز في هذه المباراة».
وقال فورمان إن المباراة أقيمت في زائير لأن موبوتو رئيس زائير أراد وقتها أن يبين للجميع أن زائير دولة ثرية قادرة على استضافة مباراة الملاكمة على لقب العالم للوزن الثقيل.
وأضاف :»أعجبتني الفكرة كثيرا، وما زال الأفارقة يتحدثون عن هذا النزال حتى الآن… لم أهتم لكلمات كلاي ولكنني سمعت الحكام بعد المباراة يقولون: لقد نجح».
وأشار فورمان إلى القفاز، الذي حمله على عنقه لدى دخوله إلى قاعة المنتدى، وقال إن هذا القفاز الذي خاض به المباراة التاريخية، وإنه ليس على استعداد لبيعه أو طرحه في مزاد علني حتى وإن كان بيعه سيدر عليه مليون دولار.
وقال إنه سخر أمواله بعد الاعتزال في السبعينات لخدمة الأطفال ورعايتهم، ولكنه اضطر للعودة إلى الملاكمة بعد أن نفدت أمواله لأنها كانت الوسيلة الوحيدة لجني المال.
وبينما يصف كثيرون فورمان حاليا بأنه «بطل تسويق» للنجاح الهائل الذي يحققه في مجال الدعاية والتسويق، خاصة بعد تراجعه عن الاعتزال وتحقيقه العديد من الانتصارات قبل اعتزاله مجددا، أشار فورمان مازحا إلى أن الجميع سيتذكرونه من خلال أبنائه حيث أنجب فورمان خمسة أبناء بخلاف سبع بنات وأطلق على جميع الأبناء الخمسة اسم جورج مما يعني أن اسمه سيظل خالدا لسنوات طويلة. وقال فورمان، المعروف بأعماله الخيرية إن كل إنسان يجب أن يساعد الغير وأنه ليس بالضرورة أن يكون الإنسان ثريا ليشعر بالسعادة.
وعن علاقته الحالية بكلاي، قال فورمان إن المباراة التاريخية بينهما لم يعد لها أثر في علاقتهما، حيث أصبحا بمثابة شقيقين ولكنه لا يستطيع رؤية كلاي كثيرا في الوقت الحالي لأن المرض يجبر كلاي على عدم الخروج كثيرا من منزله.
المصدر : http://www.alnilin.com/news-action-show-id-119223.htm