بعد أن دخل المستشفى بسبب إصابته بفيروس كورونا كلف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون وزير خارجيته، دومنيك راب بتسيير شؤون الوزارة، أصبح راب رئيس الوزراء الفعلي للمملكة المتحدة وأصبحت إدارة البلاد في يد رجل لديه أكثر بقليل عن عام واحد فقط من الخبرة في مجلس الوزراء.
راب.. متزوج من خبيرة تسويق برازيلية تعمل في غوغل، اسمها إريكا وله منها ولدان. ويفخر موقعه على شبكة الإنترنت بأنه «حائز على الحزام الأسود في الكاراتيه، وهو بطل سابق للمناطق الجنوبية في المملكة المتحدة، وعضو فريق رياضي بريطاني». وقاد نادي الكاراتيه في جامعة أكسفورد حيث درس القانون. وكان أيضًا ملاكما حائز على عضوية نادي الملاكمة الهواة الشهير في هذه المؤسسة التعليمية.
ومن الواضح أن راب فخور بكونه ملاكم جامعي، بعد أن سلم صورة له في ملابسه الرياضية القصيرة وستراته إلى شركة تلفزيون لاستخدامها في ملفه الشخصي. ولا يزال يتدرب في ناد للملاكمة في تايمز دايتون، بقرية سوري حيث يعيش مع عائلته، ولديه ملصق للملاكم الأميركي الشهير، محمد على كلاي في مكتبه بمجلس العموم.
في عام 2006، عندما تم تعيينه رئيسًا لموظفي النائب، ديفيد ديفيس، قال هذا النائب إنه معجب بالحزام الأسود في الكاراتيه الذي يحمله راب أكثر من اعجابه بالدرجة العلمية التي يحملها من أكسفورد ودرجة الماجستير من كامبريدج.
ويقول راب إن الكاراتيه ساعده على التأقلم مع وفاة والده بيتر، الذي كان قد فر إلى المملكة المتحدة من تشيكوسلوفاكيا في سن السادسة عام 1938 هربًا من النازيين. وكان راب في الثانية عشرة من عمره عندما توفي والده بسبب السرطان وفقد والدته في وقت لاحق بعد انتحارها. وقال في مايو من العام الماضي: «ساعدتني الرياضة على استعادة ثقتي بنفسي، وقد أفاد ذلك موقفي بشكل كبير في الدراسة والحياة».
ويقول أيضا: «هناك قدوة قوية حقيقية وروح صداقة واحترام، اكتسبتها من الرياضة حيث علمتني الممارسات الرياضية الانضباط والتركيز في حياتي المهنية – وأعتقد أن هذا النهج كان حيويا في إنجاح مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحصول على صفقة أكثر إنصافًا من بروكسل».
ووصف راب كيف هرب والده بيتر راب من وطنه، لكنه ترك وراءه معظم أفراد عائلته الذين لقوا حتفهم لاحقًا، وتعلم والده اللغة الإنجليزية، وعمل لدى شركة مارك اند سبنر كمدير للمواد الغذائية والتقى بزوجته جان، أم راب، التي كانت تقيم في منطقة بروملي بكنت.
ولد راب في باكينجهامشاير، وترعرع في جيراردس كروس، والتحق بمدرسة دكتور تشالونر لقواعد اللغة، قبل أن يلتحق بجامعة أكسفورد. وعلى الرغم من حيازته للحزام الأسود في الكاراتيه، فإن راب معروف بلطفه، واستاء عندما وصفه موظفو الخدمة المدنية، الذين عملوا معه كوزير لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بأنه شخص متنمر.
ويمثل تعيينه وزيرا للخارجية خطوة هائلة بالنسبة له بعد أن شغل فقط منصب وزاري واحد قبل هذه الترقية الكبيرة. وكان على راب، الذي تم انتخابه لأول مرة نائبا عن منطقة إيشر والتون في عام 2010، أن ينتظر خمس سنوات قبل الحصول على وظيفة وزارية مناسبة.
وبعد تسلقه سلم وايتهول ببطء، اقتحم أخيرًا مجلس الوزراء في يوليو 2018 بعد أن تلقي مكالمة هاتفية من رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي ليكون وزيرا لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بعد استقالة ديفيد ديفيس. ومع ذلك، فقد استمر حتى نوفمبر من نفس العام حيث استقال هو أيضًا احتجاجًا على خطط البريكست التي تبنتها ماي آنذاك.
وعند دخوله في المنافسة لقيادة حزب المحافظين في أواخر مايو 2019، تم إقصاؤه بسرعة ولكن أعلن أنه يدعم ترشيح جونسون. ثم تم تعيينه فيما بعد وزيراً للخارجية ووزير أول في 24 يوليو 2019. وهذا يعني أنه عندما تسلم زمام قيادة مجلس الوزراء في هذا اليوم لديه خبرة سياسية في هذا المجال تزيد قليلاً عن عام واحد – ثمانية أشهر في إدارة جونسون وخمسة في عهد ماي. كان بعض أعضاء الحكومة يضغطون مؤخرًا من أجل تكليف مايكل جوف، وزير مكتب مجلس الوزراء، لتولي هذ المسؤولية.