بعد زيارة ميدانية لدار للنساء بباريس، أعد الصحفي آنتوني هرنانديز تقريرا لصحيفة لوموند عن المكان والأنشطة التي تقام فيه، وقال إن هذه الدار مقر لجمعية “الكفاح من أجل الكرامة” التي أسستها لورانس فيشر بطلة الكاراتيه، لمساعدة النساء ضحايا العنف على إعادة بناء ذواتهن.
والدار عبارة عن غرفة متعددة المهام تستخدم لتناول الطعام، كما تستخدم أيضا مرة في الأسبوع في بداية فترة ما بعد الظهر كغرفة للكاراتيه، وذلك منذ مارس/آذار 2018.
وتستضيف الغرفة جمهورا من النساء ضحايا العنف الجنسي أو المنزلي (الجسدي والنفسي) وتقوم لورنس فيشر بعلاج النساء عن طريق الكاراتيه ذلك الفن القتالي الياباني.
لورنس بطلة العالم للكاراتيه ثلاث مرات
لورنس (45 عاما) خريجة المدرسة العليا للتسويق الرياضي وبطلة العالم للكاراتيه ثلاث مرات ما بين 1998 و2006، جدران الغرفة التي يجري فيها التدريب عليها صور لنساء مشهورات كالناشطة الحقوقية روزا لوكسمبورغ وروزا باركس وأم كلثوم، الصوت الذهبي للأغنية العربية.
وبدأت لورنس العمل الإنساني بعد رحلة إلى أفغانستان دامت لشهر، وعملت بعدها في الميدان الإنساني في كيفو في جمهورية الكنغو الديمقراطية منذ عام 2014، بعد لقائها بالدكتور ديفيس مكويجي الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2018 لجهوده بمساعدة المرأة في بلده حيث يستخدم فيه الاغتصاب الجماعي كسلاح للحرب.
الكفاح من أجل الكرامة
أنشأت لورنس في مارس/ آذار 2018 جمعية “الكفاح من أجل الكرامة”، وخلال عامين عالجت بنجاح 45 امرأة كونغولية عن طريق الكاراتيه، وفي فرنسا تم اطلاق المشروع بالتعاون مع غادة حاتم رئيسة دار المرأة، وسيحتفل قريبا بالذكرى الأولى لتأسيس الدار.
أما التدريب فهو غاية في البساطة، يبدأ بجلسة استرخاء، تليها بعض التمارين الخفيفة الاختيارية، وتحاول لورنس مساعدة النساء على استعادة أجسامهن، دون إلزام بتقنيات فن الكاراتيه لأن النسوة التي تتعامل معهن حساسات للغاية.
وتستقبل لورانس نساء من مختلف الأعمار والجنسيات والأصول سواء أرسلن إليها عن طريق جمعيات أو مستشفيات أو قدمن من تلقاء أنفسهن.
ويقول الصحفي في تقريره إن المدربة تنوي تطوير طريقتها في التدريب توازيا مع تجربتها هذه، فقد تم وضع بروتوكول بحث مع جامعة ستراسبورغ “لقد بدأت بما أعرف لكن الفنون القتالية الأخرى تحسن من علاقتنا بالآخر وبأجسادنا بسرعة كبيرة” كما تقول لورانس.
حملة تمويل لتوسيع عمل الكفاح
وتطمح لورانس لتوسيع تجربتها، فبعد الكونغو وفرنسا تريد هذه الناشطة الإنسانية ولوج دور أخرى، لأن العنف ضد النساء منتشر بصفة فظيعة عبر العالم –حسب تعبير الكاتب- والنساء خاصة بحاجة ماسة للمساعدة. اعلان
وستجعل فيشر –كما تقول- من الثامن مارس/ آذار المقبل الذي يصادف عيد المرأة، مناسبة لحملة تمويل جماعي من أجل توسيع عمل الكفاح من أجل الكرامة.