ستتركز كل الأنظار على منافسات الجودو؛ إذ يسعى الفرنسي تيدي رينر للفوز بميدالية ذهبية أولمبية ثالثة في الفردي، وقد يصبح هذا الحدث في نهاية المطاف أحد أبرز اللقطات في دورة ألعاب باريس.
وتتمتع كل دورة أولمبية بلحظة مميزة من رياضي محلي، وعلى الرغم من أن الفرنسيين يأملون في وجود الكثير من المتنافسين، فإن تحقيق رينر الملقب بـ«تيدي الكبير» ذهبية أخرى في دورة الألعاب الرابعة له سيحمل مذاقاً خاصاً.
وفاز رينر (35 عاماً) بلقبه العالمي الـ11 في منافسات الفردي في الدوحة العام الماضي، وفي حال حصوله على ذهبية أخرى في باريس فإنه سيعادل الرقم القياسي للياباني تاداهيرو نورمورا، الذي فاز بثلاثة ألقاب أولمبية متتالية في وزن الخفيف أعوام 1996 و2000 و2004.
وقال رينر للصحافيين في فبراير (شباط): «إقامة الألعاب الأولمبية في بلادي تحفزني كثيراً. إنها أمر رائع وتجلب الكثير من المشاعر».
ويتقاسم رينر، الذي وُلد في جوادلوب لكنه نشأ في العاصمة الفرنسية، الرقم القياسي لأكثر مصارع حقق ميداليات أولمبية في الجودو مع اليابانية ريوكو تاني بعد أن فازت أيضاً ببرونزيتين فرديتين وذهبية الفرق المختلطة في طوكيو.
وجاءت برونزيته في طوكيو بعد واحدة من الهزائم القليلة خلال مسيرته التي امتدت 15 عاماً حين خسر أمام الروسي تامرلان باشايف في دور الثمانية.
ولم يهزم رينر منذ فشله في الاحتفاظ باللقب الأولمبي وينصبّ تركيزه حالياً على المنافسات المقررة في الفترة من 27 يوليو (تموز) إلى الثالث من أغسطس (آب).
وفي يونيو (حزيران)، فاز رينر ببطولة مدريد المفتوحة في إسبانيا في حين يفترض أن تكون آخر منافساته قبل خوض الأولمبياد.
وسيسعى التشيكي لوكاس كرباليك أيضاً لحصد الميدالية الذهبية الثالثة في الفردي في باريس بعد فوزه بلقب وزن نصف الثقيل في ريو، كما استفاد من غياب رينر عن آخر جولتين في طوكيو ليحصد لقب الوزن الثقيل.
ومن غير المستغرب أن تكون اليابان موطن الفنون القتالية، وهي الدولة الأكثر نجاحاً في الجودو في الألعاب الأولمبية منذ ظهور هذه الرياضة لأول مرة في دورة ألعاب طوكيو الأولى في 1964، من بين المرشحين.
وظهرت مسابقة الجودو للسيدات لأول مرة في برشلونة 1992، ويتنافس كلا الجنسين الآن على الميداليات الذهبية في سبعة أوزان، إضافة إلى لقب الفرق المختلطة.
ومن بين المتسابقات الفرنسيات الأخريات اللاتي ستتسلط عليهن الأضواء في باريس كلاريس أجبينينو (31 عاماً)، والتي فازت بفضية وزن نصف الثقيل في ريو والذهبية في طوكيو.
وانتزع فوز رينر وأجبينينو وزملاؤهما على اليابان في نهائي الفرق المختلطة في طوكيو بعض البريق من حصيلة أصحاب الضيافة البالغة تسع ذهبيات وفضيتين وبرونزية واحدة.
وتعتمد قدرة فرنسا على تكرار الإنجاز في باريس جزئياً على كيفية تعاملها مع ضغوط المنافسة على أرضها.
وقال رينر للمجلة الفرنسية في مقابلة حديثة: «من ناحية، ستحضر عائلتي المنافسات والكثير من الأشخاص الذين يدعمونني. لكن من ناحية أخرى، سيشكل ذلك بلا ريب ضغطاً إضافياً على بعض الرياضيين يمكن أن يمنعهم من التفوق وقد يعرقلهم. أتمنى ألا يحدث هذا الأمر معي، لكن لا يمكنك استبعاد أي شيء أبداً».