الشرق الأوسط
في فترة وجيزة، استطاعت لاعبة فنون القتال السعودية هتان السيف، وضع بصمتها على أقفاص البطولات الدولية، لتخطف إعجاب الملايين من عشاق اللعبة داخل المملكة وخارجها، وتتناقل مقاطعها عشرات التطبيقات والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، في مشهد يؤكد قدوم نجمة حقيقية إلى مسرح الفنون القتالية ليس على مستوى المنطقة العربية والخليجية فحسب، بل على المستوى العالمي.
كانت لقطة المقاتلة السعودية هتان السيف صاحبة الركلات الحديدية وهي تتراقص بحركات استفزازية أمام منافستها اللاعبة المصرية إيمان بركة على حلبة النزال الذي جمع بينهما ضمن بطولة دوري المقاتلين المحترفين في السعودية، الأكثر رواجاً في منصات التواصل الاجتماعي، فتارة تبتسم ثم تتقدم خطوة ثم تعود للوراء قبل أن تنقضّ على بركة التي فضلت الانسحاب بعد تعرضها لإصابة في القدم.
ومنذ نزالها السابق مع المقاتلة المصرية ندى فهيم، بدأت هتان السيف في خطف الأنظار حولها، وكان انتصارها مصدر إلهام لكثير من الفتيات الأخريات اللاتي يمارسن اللعبة أو الرياضة بصورة عامة، الإصرار والتحدي أمام أبطال يملكون تاريخاً كبيراً في اللعبة جعلا هتان السيف واحدة من الأسماء الواعدة في سماء اللعبة.
السيف التي دخلت اللعبة بصورة رسمية وهي ابنة التسعة عشر عاماً، حجزت موقعها بين الأبطال بصورة سريعة، وأصبحت تمارس الرياضة بوصفها أسلوب حياة رغم تخصصها الجامعي السكرتارية الطبية.
تقول السيف عن التعاطف الذي تجده في منصات التواصل الاجتماعي من جانب السعوديين: «فقدت والدي ووالدتي في عمر صغير، وشعرت بأن جلدي انسلخ مني، لكن ربي عوضني بأن الشعب السعودي كاملاً أصبح معي، ربي عوضني بوطني»، وتضيف في حديثها لصالح حساب «التواصل الحكومي»: «أصبحت أرغب في رفع اسم السعودية بكل مكان، أصبحت أرى العالم صغيراً، أرغب في إظهار اسم السعودية بكل مكان».
لم تكن هتان السيف تمارس رياضة الفنون القتالية منذ زمن طويل، بل إن تجربتها لم تتعد الثلاثة أعوام، لكنها نجحت بتحقيق المزيد من البطولات. وتمضي السيف في حديثها لصالح «التواصل الحكومي»: «دخلت الرياضة وأنا بعمر 19 عاماً وخلال هذه السنوات الثلاث حققت أول بطولة شاركت فيها، وكانت بطولة العالم، حققت ميدالية برونزية، بعدها شاركت في بطولة الملاكمة في الرياض وحققت ميدالية ذهبية وبعدها شاركت في الملاكمة التايلاندية في الرياض وحققت الذهبية كذلك، ثم شاركت في بطولة العرب وحققت ميدالية برونزية وبعدها شاركت في بطولة العالم للمرة الثانية وحققت الميدالية الذهبية».
كان تخصص هتان السيف بعيداً عن مجال رياضتها، فهي حاصلة على بكالوريوس سكرتارية طبية، لكن تفرغت بعد ذلك لرياضة الفنون القتالية، وتوضح: «بعد التخرج أصبح تركيزي على الرياضة كاملاً، أصبح يومي عبارة عن تمرينات مستمرة، أسلوب حياة وإنجازات، أتذكر أول يوم دخلت فيه النادي تدربت وبعد أسبوع كانت هناك مشاركة وعرض عليّ المدرب المشاركة فيها رفضت بحجة أنني مبتدئة لكنه طلب التجربة وبالفعل دخلت وخسرت»، ثم تضيف: «من الطبيعي أن أخسر لا يوجد أمر يأتي بسهولة، أن تتدرب في أسبوع ثم تحصل على ميدالية هذا أمر لا يحصل»، وتوضح: «حتى تنجز يجب أن تتعب، تتمرن سنين وأشهراً حتى تحصل على ميدالية ذهبية».
وعن رياضتها، تتحدث: «في السابق كان كل رياضي يتحدث بأن رياضته أفضل من رياضة الآخر، وتم استحداث فنون القتال المختلطة، التي تضم الكاراتيه والتايكوندو والمواي تاي وكيك بوكسينغ وبوكسينغ وهي الرياضات التي تلعب على (الواقف)، ثم تأتي الرياضات التي على الأرض، وهي الجوجيتسو والمصارعة والجودو والغرابلينج والريسلنق، وجميعها رياضات أرضية، وفنون القتال المختلطة تجمع هذه الرياضات وتدخل لتأدية أفضل أداء أنت تبحث عنه».
هتان السيف ارتبطت بالمقاتل السعودي عبد الله القحطاني مؤخراً، هو الآخر يمارس اللعبة والرياضة نفسهما، وكانت لعبة الملاكمة التايلاندية نقطة التعارف بينهما، يقول القحطاني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» وهو يقف بجوار هتان بعد النزال الذي كسبته أمام المصرية إيمان بركة: «الحمد الله نتيجة كانت متوقعة، كنت معها في المعسكر وشاهدت تجهيزها، كان استعداداً على أكمل وجه، انتظرت منها فوزاً كبيراً، وما حدث اليوم نحن فخورون به بوصفنا عائلة».
أما صاحبة المُنجز الذي كان حديث منصات التواصل الاجتماعي، فتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط» عن حركتها تجاه المقاتلة إيمان بركة التي تعد من أساليب الاستفزاز والتعبير عن الثقة في نزالات الفنون القتالية: «الحركة كانت دليلاً على متعتي في هذا النزال، لأنه كان الأطول وكانت المتعة موجودة، على عكس النزال الأول الذي كان مع المقاتلة المصرية ندى فهيم والذي انتهى بالضربة القاضية سريعاً ولم تسنح لي الفرصة للاستمتاع به».
يوم بعد آخر تزداد شعبية المقاتلة السعودية هتان السيف التي تنشط في رياضة الفنون القتالية، نظير نتائجها الإيجابية في نزالات المقاتلين المحترفين بالنسختين الأولى والثانية اللتين استضافتهما السعودية العام الحالي.