تُعدّ دورة ألعاب البدو العالمية الخامسة، التي ستُقام في كازاخستان خلال الفترة من 8 إلى 13 سبتمبر 2024، مسابقات رياضية دولية تتميز بالرياضات العرقية، وتعتمد المسابقات على الألعاب الشعبية التي يمارسها تقليدياً البدو في آسيا الوسطى.
جمهورية كازاخستان تستضيف الألعاب العالمية الخامسة للبدو، وهي حدث رياضي دولي متميز يسلط الضوء على الرياضات العرقية المرتبطة بتقاليد الشعوب البدوية في آسيا الوسطى. يهدف هذا الحدث إلى تعزيز واحتضان الرياضات التقليدية كجزء لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية.
تُنظم وزارة السياحة والرياضة في كازاخستان، بالتعاون مع اليونسكو ومنظمة الدول التركية وغيرها من المنظمات، الألعاب العالمية للبدو في أستانة، عاصمة كازاخستان، تحت شعار “تجمع السهول العظيمة”. ستُقام المسابقات في 21 رياضة في مواقع رياضية متميزة، بما في ذلك سباق الخيل والمصارعة الوطنية والألعاب الفكرية التقليدية والفنون القتالية والرماية التقليدية وصيد الطيور الوطني والألعاب الشعبية.
منذ انعقاد أول ألعاب بدوية في كازاخستان عام 2014، ستجمع النسخة الخامسة 2500 مشارك من 100 دولة. كدولة تتمتع بخبرة في استضافة الأحداث العالمية الكبرى، تتطلع كازاخستان بشوق إلى الترحيب بأكثر من 100000 سائح محلي ودولي للاحتفال بثقافتنا وتعزيز الصداقة الدولية.
من أهم جوانب الألعاب البدوية الحفاظ على الرياضات التقليدية والممارسات الثقافية. بينما لم تحظ ثقافة الشعوب البدوية بالاعتراف على نطاق واسع عالميًا، ستساهم هذه الألعاب في تغيير ذلك من خلال منح الزوار فرصة لاكتشاف الرياضات النادرة والانغماس في تقاليدنا. ستعرض أستانا 21 نوعًا من الرياضات، بما في ذلك سباق الخيل والألعاب الفكرية التقليدية ومسابقات فنون القتال وصيد الطيور التقليدي والألعاب الشعبية الأخرى.
من بين الأحداث الأكثر ترقبًا رياضة “كوكبار”، وهي لعبة مثيرة وديناميكية تشبه لعبة البولو ولكنها تتميز بطابع بدوي فريد. تتنافس الفرق على ظهور الخيل للحصول على سيطرة على جثة الماعز، مما يدل على مهاراتهم وقوتهم واستراتيجياتهم المذهلة. هذه الرياضة، إلى جانب العديد من الرياضات الأخرى في الألعاب، تسلط الضوء على الدور المهم للخيول في ثقافتنا. كانت الخيول رفقاء أساسيين في حياتنا اليومية، سواء للهجرة أو الحرب أو الصيد أو التجارة. يفخر الشعب الكازاخستاني بترويض الخيول لأول مرة منذ حوالي 5500 عام في أراضي كازاخستان الحديثة، وتعتبر الخيول من بين الكنوز المقدسة السبعة للشعب الكازاخستاني. سيتم تجسيد هذا الارتباط العميق بين الكازاخستانيين والخيول بشكل واضح من خلال فعاليات الفروسية في الألعاب.
سيتم تقديم مجموعة من الرياضات التقليدية للجمهور، مثل الرماية والمصارعة وصيد الصقور، إلى جانب كوكبار. تحمل كل من هذه الرياضات أهمية تاريخية فريدة، مما يعرض المهارات المتنوعة التي طورها أسلافنا للتكيف مع الجغرافيا الواسعة والتحديات في آسيا الوسطى.
بالإضافة إلى ذلك، ستُقام فعاليات ثقافية يومية في “قرية الإثنو” الفريدة، حيث يلتقي الماضي بالمستقبل ويتناغم التقليد مع الحداثة. في هذه القرية، سيتمكن الزوار من الاستمتاع بأكبر معرض للحرف اليدوية الكازاخستانية، حيث سيعرض الحرفيون المهرة أعمالهم ويشاركون أسرار حرفتهم من خلال ورش عمل مميزة وجذابة.
من أبرز البرامج الثقافية للحدث مسابقة الموسيقى التقليدية “أيتيس”، التي يقدمها الشعراء والمغنون الشعبيون الكازاخستانيون. تتميز هذه المسابقة، التي تجمع بين المشاركين ذوي الخبرة والمبتدئين، بعرض المواهب الشعرية والغنائية، مما أسرت الجماهير بمزيجها من الإبداع والمنافسة. في الوقت نفسه، سيستمتع عشاق الموضة بمهرجان الأزياء العرقية، الذي سيعرض تصاميم فريدة على المنصة.
سيقدم مهرجان المأكولات الوطنية للزوار فرصة لتذوق الأطباق والمشروبات الكازاخستانية التقليدية، حيث يمكنهم تعلم كيفية تحضيرها من خلال ورش عمل مخصصة وتجربة الضيافة والدفء التي يُعرف بها الشعب الكازاخستاني.
تعد الألعاب البدوية في سبتمبر بكونها تجربة لا تُنسى، تجمع بين إثارة المنافسة وثراء التراث الثقافي. يوفر هذا الحدث فرصة لتعزيز الروابط الثقافية بين الدول. كدولة تستضيف أكثر من 100 مجموعة عرقية وتقدر الوئام بينها، ندعو الناس من جميع أنحاء العالم إلى أستانا، حيث تعيش روح البدو، للاحتفال بالتاريخ والثقافة والرياضة معًا وأن يكونوا جزءًا من حدث يكرم تراثنا الإنساني المشترك.