بات الفرنسي تيدي رينر (فئة أكثر من 100 كلغ) ثاني لاعب جودو يفوز بثلاث ميداليات ذهبية فردية في الألعاب الأولمبية بعد الياباني تاداهيرو نومورا الذي حقق هذا الإنجاز الرائع (في الوزن الخفيف الممتاز) في نسخ أتلانتا 1996 وسيدني 2000 وأثينا 2004. وبالتالي، يتطلع للحصول على لقب “أفضل رياضي” فرنسي في التاريخ، كما قال قبل الألعاب.
كان الجمهور الفرنسي على الموعد وحضر بقوة وحماس كبير لعيش لحظة تاريخية مع تتويج لاعب الجودو تيدي رينر بالميدالية الذهبية في فئة أكثر من 100 كلغ بدورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس. وكان النجم تيدي رينر أيضا في الموعد، وافترس كل المنافسين الذين أرادوا الوقوف بينه وبين صناعة تاريخ البطولة والألعاب ودخول مجد الرياضية الفرنسية على حد سواء.
وبدأ رينر (35 عاما) بهزم الإماراتي ماغوميدوماروف في ثمن النهائي ثم الجورجي توشيشفيلي في ربع النهائي قبل أن يقضي على طموحات على بطل طاجيكستان في نصف النهائي. وفي النهائي، احتاج لبعض الوقت للتخلص من صمود الكوري الجنوبي كيم مينجونغ ليوقعه أرضا قبل 19 ثانية من نهاية الوقت الرسمي وسط صيحات الجمهور ليرفع يديه للسماء ويتفجر فرحة ويصافح كل أقاربه وسط إثارة جماعية عارمة.
وفي كل مرة، وقف الجمهور في قاعة “أرينا شون دو مارس” وقدم له الدعم المعنوي من البداية وحتى النهائية، وهتف باسم بطل العالم 11 مرة وصفق لحركاته على البساط، وصاح “إلى الأمام يا تيدي، المشجعون معك”.
رحلة البحث عن المجد
وبالتالي، وبعد هزيمته المريرة في طوكيو 2021، وعلى الرغم من حصده ثلاث ميداليات أولمبية ذهبية في خمس مشاركات في الألعاب منها ذهبيتان في الوزن الثقيل (2012 و2016) وثالثة مع الفرق (2021)، إلا أن رينر ظل في رحلة البحث عن المجد في بلده وفي باريس، أمام جمهوره، بهدف واحد هو حفر اسمه كبيرا في السجلات كأفضل رياضي فرنسي على مر العصور.
فمهما كان الأمر، سيبقى اسمه خالدا في تاريخ رياضة الجودو وتاريخ الألعاب الأولمبية لأن الإنجاز كبير لا يناله سوى قلة قليلة من الأبطال. وكان رينر قد صرح قبل دورة باريس 2024 لوكالة الأنباء الفرنسية أنه “سيفتخر بأن يصبح أحد أبرز الرياضيين الفرنسيين عبر التاريخ”.
وقال بتواضع: “أخبرني الكثيرون أنني غيرت فئة الوزن الثقيل، وأنني غيرت الكثير من الأشياء في الجودو”، ولاسيما “طريقة التدريب والذكاء في التدريب والصلابة. جعل بعض الرياضيين يفهمون أن الطريقة التي تعلمناها من التدريب مشوهة وخاطئة بعض الشيء”. وتابع قائلا: “كل رياضي لديه نمط عصبي، وكل نوع عصبي لديه طريقة للتدريب. لا يمكننا جميعاً أن نتدرب بالطريقة ذاتها. عندما يفهم عالم الرياضة هذا، سيكون هناك المزيد من النتائج”.