الملاكمة المصرية ضاعت لحظتها التاريخية .. والمصارعة الهندية فقدت ميدالية ذهبية
كتب – إيهاب شعبان
كل لعبة لها شروطها من الجانبين البدني والجسماني والنفسي .. فكرة السلة واليد تحتاجان إلى الطول الفارع والقوة والرشاقة حتى يمكن أداء المهام المطلوبة ، وفى مسابقات العدو تحتاج إلى السرعة وأصحاب السيقان الطويلة ، أمام لعبات القوة والنزالات فهي تحتاج إلى القوة وأوزان محددة بكل دقة على إعتبار أن لكل وزن مسابقاته وبطولاته مثلما هو عليه الحال في الملاكمة والمصارعة والجودو والكاراتيه والجوجيتسو والتايكوندو والفنون القتالية المختلفة بجانب رفع الأثقال وبناء الأجسام .
في دورة باريس الأولمبية التي اختتمت منافساتها مؤخرا .. شهدت جدلا كبيرا حول أوزان اللاعبين واللاعبات ، مما أعاد الجميع إلى أهمية التركيز على بناء العضلات والتناسق الجسماني وضرورة متابعة أوزان الرياضيين وتغذيتهم أولا بأول .
كان أبرز حالات الجدل ما حدث للاعبيتين المصرية يمني عياد بطلة الملاكمة المصرية والهندية فينيش فوجات نجمة المصارعة ، بجانب قام أكثر من لاعب ولاعبة بزيادة أوزانهم متعمدين للعب في أوزان غير أوزانهم الأصلية بحثا عن حصد الميداليات مثلما فعلت النرويجية النرويجية كواندا سولفريد في رفع الأثقال الحاصلة على الذهبية في وزن 87 كجم وكانت قبلها بسنوات قليلة تلعب على وزن 81 كجم .
في مسابقة سيدات الملاكمة وزن 54 كجم .. فؤجئ الجميع بإستبعاد الملاكمة المصرية يمني عياد ، وكانت ستكون أول مصرية على على الإطلاق تشارك في الدورة الأولمبية .
وثارت بسببها ضجة كبيرة بعد أن تم الكشف أن الاستبعاد كان قبل صعودها للحلبة بساعات قليلة لزيادة وزنها عن المسموح به، وتخطيها الوزن المطلوب للمنافسة 54 كيلوجراما.
وزاد من حالة الجدل تصريحات رئيس اتحاد الملاكمة المصري عبدالعزيز غنيم، عن الواقعة، عن عدم القدرة على معرفة السبب وتحديد المسؤول عن حرمان مصر من المشاركة التاريخية في منافسات الملاكمة النسائية لأول مرة.
وقال غنيم “يمنى أجرت تدريبات ضبط الوزن، مساء يوم اللعب، ولم يكن أحد معها أثناء التوزين، كون أنه يجب عليها أن تكون في غرفتها مرتدية ملابس خفيفة، ثم أرسلت صورة الميزان وكان مضبوطا عند 54 كيلوجراما”.
لكن في اليوم التالي ، “استيقظت في السادسة صباحا ليتفاجأ الجميع بزيادة وزنها 700 جرام”.
وبعد التهديد والوعيد لها بالعقوبات المشددة ، إلا أنها نجت في النهاية من أي عقاب ، فبعد البحث والمناقشات المستفيضة وتدخل الأطباء اتضح أن اللاعبة فاجأتها في هذه الليلة الدورة الشهرية مما أدي إلى تغييرات فسيولوجية وزيادة مفاجئة في وزن الجسم .
في هذا الصدد أكدت الدكتورة أميمة إدريس، أستاذ طب النساء والتوليد بالقاهرة أن الدراسات والأبحاث توضح أن نحو 60% من السيدات والفتيات يتعرضن لزيادة الوزن المؤقتة بمعدل يترواح من 500 جرام إلى نحو كيلوجرام تقريبًا خلال فترة الدورة الشهرية.
وعزت الدكتورة أميمة إدريس، أستاذ طب النساء والتوليد، ذلك إلى تغيرات فسيولوجية تحدث خلال تلك الفترة تؤدي إلى احتباس السوائل والمياه داخل الجسم.
وأكدت الدكتورة أميمة أنه من الضروري التفرقة بين احتباس الماء وتراكم الدهون في جسم الإنسان، حيث يعد الأول أمرًا مؤقتًا يحدث خلال فترة الدورة الشهرية ويعود الجسم بعدها لطبيعته، بينما يمثل الثاني مشكلة صحية تستلزم التدخل العلاجي.
ودعت الطبيبة إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم للرياضيين والرياضيات خلال الدورات والبطولات الرياضية، والاهتمام بالجوانب النفسية والبدنية والصحية للاعبات لتجنب حدوث مثل تلك المواقف المحرجة والأزمات الصحية.
أما عن واقعة المصارعة الهندية فينيش فوجات فقد انسحبت قبل ساعات فقط من نهائي وزن 50 كيلوجرامًا للسيدات في المصارعة الحرة بأولمبياد باريس ، بعد فشلها في الوصول إلى الوزن المطلوب زكان زائدا 100 جرام فقط لاغير.
وقد قامت بمحاولات مضنية طوال ليلة المباراة النهائية لتقليل وزنها بلافائدة لدرجة أنه تم قص شعرها وامتنعت عن تناول الطعام ، ولكن كل ذلك ذهب هباء !
وبعد استبعادها، تم نقل فوجات للمستشفى، حيث حصلت على سوائل لمنع الجفاف وتم إجراء فحوص دم.
ونالت فوجات موجة من التعاطف معها، إذ تلقت دعمًا من ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، الذي وصفها بأنها “بطلة بين الأبطال”
وفى النهاية أعلنت البطلة المصدومة إعتزالها المصارعة ، وكتبت فوجات البالغة 29 عاما على منصة “إكس”: “فازت المصارعة، وأنا خسرت، تحطمت أحلامي، لا يوجد لدى القوة للاستمرار”.