منذ فوز إيمان خليف بالميدالية الذهبية في الملاكمة للسيدات ضمن دورة الألعاب الأولمبية، تشهد الجزائر اهتماماً متزايداً بهذه الرياضة، خاصة بين النساء. يؤكد الرياضيون والمدربون أن هذا الانتصار الوطني ألهم الفتيات والشابات لخوض تجربة الملاكمة، مما يعكس تأثيراً كبيراً على انتشار الرياضة في صفوف النساء.
وصفت زوغار أمينة، ملاكمة هاوية وطالبة طب إيمان خليف بأنها نموذج يُحتذى به، قائلة: “الملاكمة غيرت شخصيتي؛ أصبحت أكثر ثقة بالنفس وأقل توتراً”. وأضافت أن الرياضة كانت لها بمثابة “علاج لمكافحة الخجل وتعلم الدفاع عن النفس”.
أوضحت عباسي أن هناك طلباً متزايداً من الأهالي لتسجيل بناتهم في رياضة الملاكمة، لكنها أعربت عن قلقها من عدم قدرة الصالة الصغيرة على استيعاب جميع المهتمين، قائلة: “أنا المدربة الوحيدة وصالتنا صغيرة جدًا”.
في الوقت نفسه، شارك الجزائريون من مختلف الشرائح في متابعة مباريات إيمان خليف على الشاشات الكبيرة في الساحات العامة، حيث حظيت بدعم واسع من الجمهور، على الرغم من الانتقادات من بعض الشخصيات الإسلامية بسبب عدم ارتدائها الحجاب ولباس الملاكمة.
مع ذلك، تعتقد أمينة عباسي، ملاكمة هاوية أخرى، أن الدعم الكبير لخليف سيتجاوز هذه الانتقادات، مضيفة: “إيمان اخترقت حاجز التقاليد والنفاق، وأنا واثقة أن العائلات المحافظة ستسمح لبناتها بممارسة الملاكمة”.
أكد نور الدين بوتلدجة، الملاكم الهاوي السابق والصحفي الرياضي، أن إيمان خليف تجاوزت حدود الرياضة لتصبح “ظاهرة اجتماعية” في الجزائر. وأوضح أن الدعم الشعبي الكبير لها جاء كرد فعل على الهجمات الخارجية التي استهدفتها من شخصيات مثل دونالد ترامب وإيلون ماسك وج. ك. رولينغ، الذين زعموا خطأً أنها متحولة جنسيًا. اعتبر الجزائريون هذه الهجمات إهانة لكرامتهم الوطنية.
أيضاً، أدى نجاح خليف إلى زيادة كبيرة في عدد الفتيات اللواتي يسجلن في نوادي الملاكمة. توقع مراد مزيان، رئيس رابطة الملاكمة الجزائرية، ارتفاعاً كبيراً في عدد المشاركات مع بداية العام الدراسي الجديد، مشيراً إلى أن هذه الزيادة ستكون تأثيراً مباشراً لفوز خليف الأولمبي.