لا يخلو منهج التعليم في الجوجيتسو من الجانب الطبي والعملي لجسم الانسان وحركته ومن ضمن اختبار الحزام الابيض لمنهج الجوجيتسو معلومات حول عظام اليد واهميتها.
الكعبرة (بالإنجليزية: Radius) هي أحد عظمتي منطقة الساعد، تصل المرفق مع الرسغ. و تقع عظمة الكعبرة على يسار عظمةالزند. ويمر العصب الكعبري من خلال القناة الكعبرية مع أعصاب العضد العميقة.
المصدر : (د . محمد مصطفى الماحي)
دائماً ما يتعرض الإنسان للحوادث التي تنتج عنها الإصابات المختلفة التي تتدرج في شدتها أو في بساطتها والتي نحتاج إلى كيفية التعامل الطبي معها، ومن ذلك الكسور التي تحدث أسفل عظمة الكعبرة، فما هي هذه الكسور؟
المعروف أن عظام الساعد تتكون من عظمتين هما عظمة الكعبرة بالجهة الخارجية، وعظمة الزند من الجهة الداخلية، وعظمة الكعبرة هي الأكبر من العظمتين، وتتضخم العظمة في اتجاه الرسغ لتكون الجزء الأسفل لها، وهي كسور شائعة الحدوث .
وتعد الكعبرة أكثر عظام الذراع عرضة للكسر، وتحدث هذه الكسور عادة عند السقوط على اليد الممدودة، ويمكن حدوثها لأسباب أخرى مثل حوادث السيارات، والسقوط من مكان مرتفع، والسقوط من على الدراجة، وقد يصاحب كسر الكعبرة حدوث كسر بالعظمة الأخرى الزند ويطلق على هذا الكسر الاسم الدارج كسر كوليز تبعاً لاسم الجراح الأيرلندي أبراهام كوليز الذي وصفه سنة 1814 .
وفي حالات الكسور يقوم الطبيب المختص بفحص المريض فور وقوع الإصابة، ويتأكد من وجود الكسر بالتشوه الموجود، حيث يجب فحص المريض فحصاً إكلينيكياً جيداً، كما يتأكد الطبيب من عدم وجود ضغط حاد على العصب الأوسط نتيجة نقل العظام من مكانها الطبيعي، ويقوم بطلب أشعة عادية على الرسغ للتأكد من التشخيص وتحديد مدى وشدة الإصابة لأن الكسر يحدث في الجزء الأخير من العظمة وله أشكال متعددة وقد يمتد خط الكسر إلى داخل المفصل ويسمى باسمه . . كسر داخل الفصل . وقد يكون الكسر مفتوحاً أو مضاعفاً مع وجود إصابة في الجلد مقابلة لمكان الكسر، وعندئذٍ يكون الكسر موجوداً في أكثر من قطعتين، ويسمى بالكسر المفتت، ويجب على الطبيب تصنيف الكسور لأن علاج المريض يعتمد على نوع الكسر ومدى تغير وضع العظام مقارنة بوضعها الطبيعي وما إذا كان الكسر مفتوحاً أم مغلقاً، حيث إن الكسور المضاعفة تحتاج إلى علاج سريع وتعتمد على مدى إصابة الجلد والأنسجة، وأيضاً الكسور المضاعفة التي تمتد إلى داخل المفصل تحتاج إلى إعادة دقيقة للعظام لوضعها الطبيعي لمنع حدوث مضاعفات للمفصل .
وتؤدي هشاشة العظام التي تنتشر خاصة بين السيدات بعد سن معينة إلى زيادة احتمال حدوث مثل هذه الكسور، حتى مع السقطات البسيطة خاصة عند السيدات فوق سن ال55 إلى 60 سنة، وقد يحدث نفس الكسر في سن صغيرة، لكن يحتاج إلى إصابة أكبر وأقوى لحدوث كسر بهذه العظام .
إن العلاج الأولي لكسور الكعبرة يعتمد على وضعية العظام ودرجة الألم وتحريك العظام من مكانها، وفي الحالات البسيطة أو تلك الحالات التي تحدث بعيداً عن طبيب متخصص، يمكن سند الرسغ بجبيرة أو عمل ساند للرسغ لتقليل الألم ولمنع تحريك العظام لحين وصول الطبيب المختص، ويكون العلاج في مثل هذه الحالات إما علاجاً تحفظياً وإما علاجاً جراحياً، وهذا يعتمد على طبيعة الكسر واحتياجات المريض وكذا اختبارات الجراح أو الطبيب المعالج . فإذا كانت العظام المكسورة في وضع جيد يمكن عمل جبس خارجي للمحافظة على وضع العظام لحين حدوث لحام للكسر، أما إذا كان وضع العظام غير مقبول، فإن هذا قد يؤدي في المستقبل إلى تحديد قدرة المريض على تحريك المفصل مع استمرار وجود تشوه في العظام، ففي مثل هذه الحالات يجب إعادة العظام إلى وضعها الطبيعي باستخدام يد الجراح من دون فتح، وهذا يمكن عمله في حالات محدودة حسب طبيعة الكسر . لكن في حالات أخرى يحتاج الطبيب إلى فتح الجلد وإجراء جراحة لإعادة العظام إلى وضعها الطبيعي وتثبيتها باستخدام الأسلاك المعدنية والشرائح والمسامير، أو في بعض الأحيان يمكن استخدام أنواع من المثبتات الخارجية لضمان الحفاظ على العظام في وضعها الطبيعي، ويجب الحفاظ على وضع العظام في مكانها الطبيعي في موعد التئام الكسور، وهي ما بين أربعة وثمانية أسابيع، يعتمد ذلك على سن المريض ونوع العظام وطريقة التثبيت وعدد من النقاط الأخرى .
وقد يحتاج المريض إلى تناول بعض الأدوية كالمسكنات والمضادات الحيوية، كما يجب الحفاظ على الجبس جافا، بحيث يستخدم المريض واقياً من البلاستيك فوق الساعد في أثناء الاستحمام لمنع تسرب الماء إلى داخل الجبس، لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث التهابات جلدية ومضاعفات شديدة للمريض، وبعد التحام الكسر يمكن إزالة الجبس بعد مرور الأسبوع السادس، كما يحتاج المريض بعد ذلك إلى كورس علاج طبيعي للمساعدة في تحريك المفصل، ويمكن العودة تدريجياً إلى الحركة الطبيعية وممارسة بعض الرياضات الخفيفة مثل السباحة والعودة إلى العمل في مدة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع من تاريخ إزالة الجبس، ويمكن توقع استخدام اليد بصورة شبه طبيعية بعد نحو ثلاثة إلى ستة شهور بعد العملية .
وفي حالة علاج الكسر بالتجبير ينصح المصاب بتوقع وجود تيبس بعد رفع الجبس يتحسن تدريجياً لكن قد يستغرق التحسن النهائي حتى فترة سنتين، وقد يشكو المريض حتى مرور فترة من الزمن بعد التحام الكسر، ببعض الألم والتيبس في الرسغ المصابة، خاصة مع الإصابات الشديدة أو في المرضى من كبار السن أو في حالات وجود خشونة بالمفصل .
أستاذ جراحة العظام بطب عين شمس
– See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/c11c82b8-bcb5-4ca4-8e98-62336fd0f09e#sthash.3H1VSb2t.dpuf