ظهر في الاونة الاخيرة على الانترنت اخبار عن تكاتف الجهود في كل من المملكة العربية السعودية ولبنان، من اجل التصدي لموضوع المخدرات الرقمية قبل انتشارها في البلاد، مشددين على عدم اعطاء الامر اكثر من حجمه، وذلك لان عدد المستخدمين لها لم يتجاوز الحالتين. الا ان ضرورة زيادة الوعي حول الامر ياتي في المرتبة الاولى.
ان المخدرات الرقمية عبارة عن ترددات صوتية مماثلة تقريبا (اي ان الترددات التي يتم الاستماع اليها في الاذن اليمنى تختلف عن الاذن اليسرى بعدد قليل من موجات التردد- الهيرتز)، يتم الاستماع اليها من خلال سماعات الاذن او مكبرات الصوت. ويقوم الدماغ بدمج الاشارتين، مما ينتج عنه الاحساس بصوت ثالث يدعى binaural beat، فمثلا: يكون تردد امواج الصوت في الاذن اليسرى 100 هيرتز (hertz- هي وحدة قياس الترددات)، والاذن اليمنى 107 هيرتز، فيقوم الدماغ بانتاج موجة تردد اخر ذات 7 هيرتز. ويتم من خلالها احداث تغييرات في نشاط الموجات الدماغية. ويجب ان يكون الفرق في الترددات بين الاذنتين اقل من 30 هيرتز، وذلك للحصول على افضل نتيجة، والا سيتم سماع النغمتين على حدة دون ادراك الدماغ لاي منهما، والتاثير عليه.
ان النشاط العصبي مع وجود ترددات مختلفة تسمع عبر الاذن اليسرى واليمنى، وتفاعلها مع مسارات الدماغ السمعية المركزية، يؤدي الى توليد نبضات تعدل الانشطة في الفص الصدغي الايسر (Temporal lobe)، مما يخلق اوهام لدى الشخص المستمع لهذه الموسيقى. ويتم تسجيل نشاط الدماغ عند الاستماع الى هذه الموسيقى من خلال مراقبة فروة الراس.
ويوضح موقع binauralbrains، انه بالرغم من ان هذه الموسيقة والترددات تستهدف العقل الباطني، الا انها تتطلب قدرا من التركيز، حيث ان زيادة التركيز يؤدي الى فعالية اكثر لهذه الموسيقى. وبسبب تنوع هذه الموسيقى، فان تاثيرها يختلف، فهناك موسيقى تساعد الشخص على الاسترخاء، واخرى تحرره من الالم.
واشار الموقع الالكترونيwww.binaural-beats.com ان الهدف من وراء الاستماع الى “المخدرات الالكترونية”، تتمثل في:
تحسين المزاج وزيادة السعادة.
الشعور بالثمل دون الحاجة لتناول الكحول او الشعور بصداع.
تحسين مهارات التصور والتخيل لديك.
زيادة الثقة والتخلص من المثبطات.
ما اصل المخدرات الرقمية؟
تم اكتشاف المخدرات الرقمية لاول مرة في عام 1839، من قبل الفيزيائي هينريش دوف Heinrich Wilhelm Dove، ليتم استخدامها بعد ذلك لاهداف علاجية كثيرة، منها العجز الجنسي وحتى الشره. وتم ذلك من خلال تحفيز الغدة النخامية في الجسم، عن طريق الاستماع الى هذه الموسيقى، من اجل زيادة انتاج هرمون السعادة مثل الدوبامين.
في حين، تنبع خطورة هذا النوع من “المخدرات”، بسبب سهولة الحصول عليها، حيث بالامكان انتقاء المقطوعات الموسيقية من ثم تحميلها من الانترنت، وبثمن قليل، والاستماع اليها عبر سماعات الاذنين. بالتالي باستطاع اي شخص لديه ولوج على شبكة الانترنت وسماعة اذنين ان يقوم بتحميل هذه الموسيقى والاستماع اليها.
ويقوم المستمع لهذه “المخدرات الرقمية” بالجلوس بغرفته مع اطفاء الاضواء، وبحالة استرخاء ثم يقوم بوضع سماعاته واغماض عينيه. وتؤثر هذه المخدرات الرقمية على الذبذبات الطبيعية للدماغ، لتدخل المستمع الى حالة من الاسترخاء، من خلال النغمات التي تنبث عبر السماعات بدرجتين مختلفتين من الترددات، ويتم تحديد “الجرعة” من خلال الفارق في الترددات، فكلما كان الفارق بين الترددات اكبر تكون الجرعة اكبر!
ويسبب الاستماع للمخدرات الرقمية الى الشعور برجفة بالجسم وتشنجات، وتؤثر على الحالة النفسية والجسدية، وتؤدي الى انعزال المدمنين عليها عن العالم الخارجي. ويتطلب العلاج من هذا الادمان، بالتركيز على الحالة النفسية للشخص المدمن.
في حين، ان استخدام هذه الموسيقى يشكل خطرا على الفئات التالية، حتى لغرض العلاج:
من يعاني من الصرع او اضطرابات نفسية اخرى.
من يعاني من اضطرابات عقلية.
الحامل
في حال استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب
اذا كان الشخص تحت تاثير المخدرات او العقاقير .
ويجب الاشارة هنا ان هذا النوع من المخدرات لم ينتشر في الدول العربية، بل تم تسجيل حالتين او اقل في كل من لبنان والمملكة العربية السعودية، ولسهولة انتشار هذا النوع من الموسيقى، تنوه الحكومات بضرورة زيادة وعي الاهالي لمثل هذا النوع من المخدرات ومراقبة ما يقوم به اولادهم على الانترنت. في حين كانت قد دعت جهات حكومية مختلفة لحجب المواقع الالكترونية التي تقوم بتسويق وبيع هذه الموسيقى.
اقرأ المزيد في موقع ويب طب : ما هي المخدرات الرقمية؟| ويب طب http://www.webteb.com/news-153/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9#ixzz3I5MSBMKT