القبس/ دخلت عالم الرياضة من باب لعبة التايكواندو، واقتحمت مجال التحكيم في مغامرة صعبة وكسبت التحدي، متغلبة بذلك على عادات وتقاليد طالما اعتبرت ممارسة الألعاب القتالية وتحكيم مبارياتها حكراً على الذكور وحدهم، هذا ما جسدته مدربة التايكواندو ورئيسة اللجنة النسائية في اتحاد التايكوندو ايمان الكوت، التي تعتبر أول حكمة دولية خليجية في هذا المجال. بدأ شغف الكوت بلعبة التايكواندو في عمر متأخر، وتحديداً بعد الغزو العراقي على الكويت، حيث توجهت الأندية الى إدخال وتفعيل الألعاب القتالية للفتيات، لتبدأ رحلتها الرياضية في نادي الفتاة الرياضي.
وتحدثت الكوت عن بداياتها مع الصافرة في الملاعب النسوية والذكورية بأنها لم تحترف التحكيم مباشرة، بل كانت لاعبة وأصبحت لديها معرفة وإلمام باللعبة، وبعد تحقيق عدة انجازات وميداليات في البطولات المحلية والخارجية، شجعها مدربها للدخول في عالم التحكيم، حتى تم ادراجها في كثير من الدورات التدربية والتحكيمية داخل الكويت في مركز عبدالله السالم لإعداد القادة، وخارج البلاد في عدة دول عربية وأجنبية، ومن أهمها دورة التحكيم النسائية الأولى في كوريا بلد اللعبة (التايكواندو) وأبطالها العالميين، حيث اجتازت الدورة بنجاح وحصلت على شارة التحكيم الدولية. واستطاعت الكوت التوفيق بين إدارة منزلها ونشاطها الرياضي، وتنظيم الوقت بين واجباتها العائلية والمجتمعية بفضل مساعدة والدتها لها في تربية ابنائها، فضلا عن دعم والدها الراحل لها لمواصلة اللعبة والحضور معها شخصيا في البطولات المحلية والخارجية.
وتحدت الكوت النظرة السائدة عن صافرة الملاعب، ونجحت في كسر الهواجس مع دخولها لهذا المجال، وحكمت العديد من المباريات في دوري الرجال بالكويت وكذلك البطولات الخارجية، مبينة أنه لا خصوصية للحكم في اختيار من سيحكم باللعبة، سواء كان سيدة أو رجلاً، انما هو القانون من يحكم اللعبة. إيمان الكوت تمكين المرأة رياضياً أشارت الكوت إلى خطوات لتمكين المرأة رياضياً، أهمها الاهتمام الحكومي بالرياضة النسائية، ودعم المرأة ليس كلاعبة فقط، بل لخوض مجال التدريب والتحكيم، وتشجيع اللاعبات والرياضيات على حضور مؤتمرات دولية. رياضة للجنسين لفتت الكوت إلى اقتحام الكويتيات العديد من الألعاب القتالية، ورياضات أخرى مثل كرة القدم والترايثلون والشطرنج والجمباز مؤخراً، مشيرة الى أن «التايكواندو» تناسب المرأة كالرجل رغم قسوتها لما لها من تأثير صحي وجسدي ونفسي.